التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِينَ ٱسۡتُضۡعِفُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَنَجۡعَلَهُمۡ أَئِمَّةٗ وَنَجۡعَلَهُمُ ٱلۡوَٰرِثِينَ} (5)

قوله تعالى { ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون } .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة { ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض } قال : بنو إسرائيل .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة { ونجعلهم أئمة } أي : ولاة الأمر .

أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة قوله { ونجعلهم الوارثين } قال : يرثون الأرض من بعد آل فرعون .

قال الشيخ الشنقيطي : لم يبين هنا السبب الذي جعلهم أئمة جمع إمام أي قادة في الخير ، دعاة إليه على أظهر القولين . ولم يبين هنا أيضا الشيء الذي جعلهم وارثيه ، ولكنه تعالى بين جميع ذلك في غير هذا الوضع ، فبين السبب الذي جعلهم به أئمة في قوله تعالى : { وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون } فالصبر واليقين ، هما السبب في ذلك ، وبين الشيء الذي جعلهم له وارثين بقوله تعالى { وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها } الآية وقوله تعالى { كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين كذلك وأورثناها قوما آخرين } ، وقوله تعالى { فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم كذلك وأورثناها بني إسرائيل } .

قال ابن كثير : قال تعالى { ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون } وقد فعل تعالى ذلك بهم ، كما قال { وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون } وقال { كذلك وأورثناها بني إسرائيل } .