فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِينَ ٱسۡتُضۡعِفُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَنَجۡعَلَهُمۡ أَئِمَّةٗ وَنَجۡعَلَهُمُ ٱلۡوَٰرِثِينَ} (5)

{ ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين5 ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون6 }

أراد فرعون بعتوه وعلوه أن يستديم تسلطه وقهره وتملكه ، وأردنا أن نتفضل على من استضعفهم فرعون وأذلهم وذبح أبناءهم ، نتفضل على من قهروا فنجعلهم قادة وملوكا يتسع سلطانهم حتى تصبح الأرض التي يحكمها فرعون ميراثا لهم ، بعد أن نهلك الطاغية وكبار أعوانه وعامة جنده على أيدي الإسرائيليين الذين كانوا يحذرونهم أن يزيلوا ملكهم ، وكان القبط- أهل مصر يومئذ- قد تلقوا هذا من بني إسرائيل فيما كانوا يدرسونه من قول إبراهيم الخليل عليه السلام حين ورد الديار المصرية وجرى له مع جبارها ما جرى حين أخذ سارة ليتخذها جارية فصانها الله منه ، ومنعه منها بقدرته وسلطانه ، فبشر إبراهيم عليه السلام ولده أنه سيولد من صلبه وذريته من يكون هلاك ملك مصر على يديه ، فكانت القبط تحدث بهذا عند فرعون ، فاحترز فرعون من ذلك ، وأمر بقتل ذكور بني إسرائيل ، ولن ينفع حذر من قدر ، لأن أجل الله إذا جاء لا يؤخر ، ولكل أجل كتاب-{[3002]} [ أخبروا أن هلاكهم على يد رجل من بني إسرائيل . . قال قتادة : كان حازيا لفرعون- والحازي : المنجم- قال إنه سيولد في هذه السنة مولود يذهب بملكك ، فأمر فرعون بقتل الولدان في تلك السنة ]{[3003]} .


[3002]:مما نقل ابن كثير.
[3003]:مما نقل القرطبي.