الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِينَ ٱسۡتُضۡعِفُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَنَجۡعَلَهُمۡ أَئِمَّةٗ وَنَجۡعَلَهُمُ ٱلۡوَٰرِثِينَ} (5)

قوله : { وَنُرِيدُ } : فيه وجهان ، أظهرُهما : أنه عطفٌ على قولِه : " إنَّ فرعونَ " ، عطفَ فعليةٍ على اسميةٍ ، لأنَّ كلتيهما تفسيرٌ للنبأ . والثاني : أنَّها حالٌ مِنْ فاعلِ " يَسْتَضْعِفُ " . وفيه ضعفٌ من حيث الصناعةُ ، ومن حيث المعنى . أمَّا الصناعةُ فلكونِه مضارعاً مُثْبتاً فحقُّه أن يتجرَّد مِن الواوِ . وإضمارُ مبتدأ قبلَه أي : ونحن نريدُ كقولِه :

3584 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . *** . . . . . . . . . . . . . وأرْهَنُهُمْ مالِكاً

تكلُّفٌ لا حاجةَ إليه . وأمَّا المعنى فكيف يَجْتمع استضعافُ فرعونَ وإرادةُ المِنَّةِ من اللهِ ؟ لأنه متى مَنَّ الله عليهم تَعَذَّرَ استضعافُ فرعونَ إياهم . وقد أُجيب عن ذلك . بأنَّه لمَّا كانت المِنَّةُ بخلاصِهِم مِنْ فرعونَ سريعةَ الوقوعِ ، قريبتَه ، جُعِلَتْ إرادةُ وقوعِها كأنها مقارِنَةٌ لاستضعافِهم .