السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِينَ ٱسۡتُضۡعِفُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَنَجۡعَلَهُمۡ أَئِمَّةٗ وَنَجۡعَلَهُمُ ٱلۡوَٰرِثِينَ} (5)

وقوله تعالى : { ونريد أن نمن } عطف على قوله : { إنّ فرعون علا في الأرض } لأنها نظيرة تلك في وقوعها تفسيراً لنبأ موسى وفرعون وقصصاً له ، ونريد حكاية حال ماضية أي : نعطي بقدرتنا وعلمنا ما يكون جديراً أن نمن به { على الذين استضعفوا } أي : حصل استضعافهم وأهانهم بهذا الفعل الشنيع ولم يراقب فيهم مولاهم { في الأرض } أي : أرض مصر فذلوا وأهينوا ، ونريهم في أنفسهم وأعدائهم فوق ما يحبون وفوق ما يأملون { ونجعلهم أئمة } أي : مقدّمين في الدين والدنيا علماء يدعون إلى الجنة عكس ما يأتي من عاقبة آل فرعون ، وقال مجاهد : دعاة إلى الخير ، وقال قتادة : ولاة وملوكاً ، لقوله تعالى : { وجعلكم ملوكاً } ( المائدة : 20 ) وقيل : يقتدى بهم في الخير { ونجعلهم } أي : بعظمتنا وقدرتنا { الوارثين } أي : لملك مصر لا ينازعهم فيه أحد من القبط يخلفونهم في مساكنهم .