فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِينَ ٱسۡتُضۡعِفُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَنَجۡعَلَهُمۡ أَئِمَّةٗ وَنَجۡعَلَهُمُ ٱلۡوَٰرِثِينَ} (5)

{ وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الذين استضعفوا فِي الأرض } جاء بصيغة المضارع لحكاية الحالة الماضية ، واستحضار صورتها ، أي نريد أن نتفضل عليهم بعد استضعافهم ، والمراد بهؤلاء بنو إسرائيل ، والواو في { ونريد } للعطف على جملة { إن فرعون علا } ، وإن كانت الجملة المعطوف عليها إسمية ، لأن بينهما تناسباً من حيث أن كل واحدة منهما للتفسير والبيان ، ويجوز أن تكون حالاً من فاعل { يستضعف } بتقدير مبتدأ ، أي ونحن نريد أن نمنّ على الذين استضعفوا في الأرض كما في قول الشاعر :

* نجوت وأرهنتهم ملكاً *

والأوّل أولى { وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً } أي قادة في الخير ، ودعاة إليه ، وولاة على الناس ، وملوكاً فيهم { وَنَجْعَلَهُمُ الوارثين } لملك فرعون ، ومساكن القبط ، وأملاكهم ، فيكون ملك فرعون فيهم ، ويسكنون في مساكنه ، ومساكن قومه ، وينتفعون بأملاكه وأملاكهم .

/خ13