البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِينَ ٱسۡتُضۡعِفُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَنَجۡعَلَهُمۡ أَئِمَّةٗ وَنَجۡعَلَهُمُ ٱلۡوَٰرِثِينَ} (5)

{ ونريد } : حكاية حال ماضية ، والجملة معطوفة على قوله : { إن فرعون } ، لأن كلتيهما تفسير للبناء ، ويضعف أن يكون حالاً من الضمير في يستضعف ، لاحتياجه إلى إضمار مبتدأ ، أي ونحن نريد ، وهو ضعيف .

وإذا كانت حالاً ، فكيف يجتمع استضعاف فرعون وإرادة المنة من الله ولا يمكن الاقتران ؟ فقيل : لما كانت المنة بخلاصهم من فرعون قرينة الوقوع ، جعلت إرادة وقوعها كأنها مقارنة لاستضعافهم .

و { أن نمن } : أي بخلاصهم من فرعون وإغراقه .

{ ونجعلهم أئمة } : أي مقتدى بهم في الدين والدنيا .

وقال مجاهد : دعاة إلى الخير .

وقال قتادة : ولاة ، كقولهم وجعلكم ملوكاً .

وقال الضحاك : أنبياء .

{ ونجعلهم الوارثين } : أي يرثون فرعون وقومه ، ملكهم وما كان لهم .

وعن علي ، الوارثون هم : يوسف عليه السلام وولده ، وعن قتادة أيضاً : ورثوا أرض مصر والشام .