فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِينَ ٱسۡتُضۡعِفُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَنَجۡعَلَهُمۡ أَئِمَّةٗ وَنَجۡعَلَهُمُ ٱلۡوَٰرِثِينَ} (5)

{ ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض } جاء بصيغة المضارع لحكاية الحالة الماضية ، واستحضار صورتها ، أي : نريد أن نتفضل عليهم بإنجائهم من بأسه ، بعد استضعافهم ، وقال النسفي : هو دليل لنا على مسألة الأصلح انتهى والمراد بهؤلاء بنو إسرائيل ، والواو للعطف على جملة : إن فرعون علا . وهذا أولى .

{ ونجعلهم أئمة } أي : قادة في الخير ، ودعاة إليه ، يقتدي بهم ، وولاة على الناس ، وملوكا فيهم ، بعد أن كانوا أتباعا مسخرين مهانين ، قال علي بن أبي طالب : يعني يوسف وولده ، وقال قتادة : أي ولاة الأمر ، وهو بنو إسرائيل .

{ ونجعلهم الوارثين } أي الذين يرثون الأرض بعد فرعون وقومه ، لا الوراثة المعهودة في شرعنا ، قاله قتادة ، أي : نجعلهم الوارثين لملك فرعون ومساكن القبط وأملاكهم ، فيكون ملك فرعون فيهم ، ويسكنون مساكن قومه ، وينتفعون بأملاكه وأملاكهم .