التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{ثُمَّ رُدُّوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ مَوۡلَىٰهُمُ ٱلۡحَقِّۚ أَلَا لَهُ ٱلۡحُكۡمُ وَهُوَ أَسۡرَعُ ٱلۡحَٰسِبِينَ} (62)

قوله تعالى : ( ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق )

قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ( ويرسل عليكم حفظة )الآية ، لم يبين هنا ماذا يحفظون و بينه في مواضع أخر فذكر أن مما يحفظونه بدن الإنسان بقوله : ( له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله ) ، وذكر أن مما يحفظونه جميع أعماله من خير وشر ، بقوله : ( وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون ) ، وقوله : ( إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) وقوله : ( أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم ، بلى ورسلنا لديهم يكتبون ) .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله ( وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون ) .

يقول : حفظة ، يا ابن آدم ، يحفظون عليك عملك ورزقك وأجلك ، إذا توفيت ذلك قبضت إلى ربك ( حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون ) ، يقول تعالى ذكره : إن ربكم يحفظكم برسل يعقب بينها ، يرسلهم إليكم بحفظكم و بحفظ أعمالكم إلى أن يحضركم الموت ، وينزل بكم أمر الله ، فإذا جاء أحدكم ، توفاه أملاكنا الموكلون بقبض الأرواح ، ورسلنا المرسلون به ( وهم لا يفرطون ) ، في ذلك فيضيعونه .

أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة ، ( توفته رسلنا ) ، قال : يلي قبضها الرسل ، ثم ترفعها إليه ، يقول إلى ملك الموت .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس قوله : ( وهم لا يفرطون ) ، يقول : لا يضيعون .

انظر حديث أبي هريرة عند الآية( 40 )من سورة الأعراف . والأحاديث الآتية في سورة إبراهيم عند الآية ( 27 ) .