التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَإِذَآ أُنزِلَتۡ سُورَةٌ أَنۡ ءَامِنُواْ بِٱللَّهِ وَجَٰهِدُواْ مَعَ رَسُولِهِ ٱسۡتَـٔۡذَنَكَ أُوْلُواْ ٱلطَّوۡلِ مِنۡهُمۡ وَقَالُواْ ذَرۡنَا نَكُن مَّعَ ٱلۡقَٰعِدِينَ} (86)

قوله تعالى : { وإذا أنزلت سورة أن آمنوا بالله وجاهدوا مع رسوله استأذنك أولوا الطول منهم وقالوا ذرنا نكن مع القاعدين }

قال الشيخ الشنقيطي : ذكر الله تعالى في هذه الآية الكريمة ، أنه إذا أنزل سورة فيها الأمر بالإيمان ، والجهاد مع نبيه صلى الله عليه وسلم ، استأذن الأغنياء من المنافقين في التخلف عن الجهاد مع القدرة عليه ، وطلبوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن يتركهم مع القاعدين ، المتخلفين عن الغزو . وبين موضع آخر أن هذا ليس من صفات المؤمنين ، وأنه من صفات الشاكين الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر ، وذلك في قوله { لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم والله عليم بالمتقين إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون } . وبين أن السبيل عليهم بذلك ، وأنهم مطبوع على قلوبهم بقوله { إنما السبيل على الذين يستأذنونك وهم أغنياء رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع الله على قلوبهم } الآية . وبين في موضع آخر شدة جزعهم من الخروج إلى الجهاد كقوله { فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت } الآية . وقوله { فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد } إلى غير ذلك من الآيات .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله : { استأذنك أولوا الطول } يعني : أهل الغني .