التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{فَإِن رَّجَعَكَ ٱللَّهُ إِلَىٰ طَآئِفَةٖ مِّنۡهُمۡ فَٱسۡتَـٔۡذَنُوكَ لِلۡخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخۡرُجُواْ مَعِيَ أَبَدٗا وَلَن تُقَٰتِلُواْ مَعِيَ عَدُوًّاۖ إِنَّكُمۡ رَضِيتُم بِٱلۡقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٖ فَٱقۡعُدُواْ مَعَ ٱلۡخَٰلِفِينَ} (83)

قوله تعالى : { فإن رجعك الله إلى طائفة منهم فاستأذنوك للخروج فقل لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا إنكم رضيتم بالقعود أول مرة فاقعدوا مع الخالفين }

قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى { فإن رجعك الله إلى طائفة منهم فاستأذنوك للخروج فقل لن تخرجوا معي أبدا } إلى قوله : { الخالفين } عاقب الله في هذه الآية الكريمة المتخلفين عن غزوة تبوك بأنهم لا يؤذن لهم في الخروج مع نبيه ، ولا القتال معه صلى الله عليه وسلم لأن شؤم المخالفة يؤدي إلى فوات الخير الكثير . وقد جاء مثل هذا في آيات أخر كقوله : { سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها ذرونا نتبعكم } إلى قوله : { كذلكم قال الله من قبل } . وقوله : { ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة } الآية . إلى غير ذلك من الآيات . والخالف هو الذي يتخلف عن الرجال في الغزو فيبقى مع النساء والصبيان .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : { فاقعدوا مع الخالفين } والخالفون الرجال .

انظر حديث الترمذي عن أبي ذر الآتي عند الآية 44 من سورة الإسراء .