التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{فَرِحَ ٱلۡمُخَلَّفُونَ بِمَقۡعَدِهِمۡ خِلَٰفَ رَسُولِ ٱللَّهِ وَكَرِهُوٓاْ أَن يُجَٰهِدُواْ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَقَالُواْ لَا تَنفِرُواْ فِي ٱلۡحَرِّۗ قُلۡ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّٗاۚ لَّوۡ كَانُواْ يَفۡقَهُونَ} (81)

قوله تعالى : { فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون }

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن قتادة في قوله : { بمقعدهم خلاف رسول الله } قال : هي غزوة تبوك .

قال البخاري : حدثنا إسماعيل بن أبي أويس ، قال : حدثني مالك ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ناركم جزء من سبعين جزءا من نار جهنم ) . قيل : يا رسول الله إن كانت لكافية ، قال : ( فضلت عليهن بتسعة وستين جزءا كلهن مثل حرها ) .

[ الصحيح 6/380 – 381 ح 3265 – ك بدء الخلق ، ب صفة النار وأنها مخلوقة ] ، وأخرجه مسلم [ 4/2184 ح 2843 – ك الجنة وصفة نعيمها . . . ، ب في شدة حر نار جهنم . . . ] .

انظر حديث البخاري ومسلم عن أبي هريرة المتقدم عند الآية 24 من سورة البقرة .

وانظر حديث البخاري ومسلم عن النعمان بن بشير الآتي عند الآية 14 من سورة الليل .

قال الشيخ الشنقيطي : ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة شدة حر نار جهنم – أعاذنا الله والمسلمين منها – وبين ذلك في مواضع أخر كقوله : { نارا وقودها الناس والحجارة } وقوله : { كلا إنها لظى نزاعة للشوى } . وقوله : { كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها } . وقوله : { يصب من فوق رءوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود ولهم مقامع من حديد } وقوله : وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه } الآية . وقوله : { وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم } . إلى غير ذلك من الآيات .