فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَإِذَآ أُنزِلَتۡ سُورَةٌ أَنۡ ءَامِنُواْ بِٱللَّهِ وَجَٰهِدُواْ مَعَ رَسُولِهِ ٱسۡتَـٔۡذَنَكَ أُوْلُواْ ٱلطَّوۡلِ مِنۡهُمۡ وَقَالُواْ ذَرۡنَا نَكُن مَّعَ ٱلۡقَٰعِدِينَ} (86)

ثم عاد الله سبحانه إلى توبيخ المنافقين فقال : { وإذا أنزلت سورة } أي طائفة من القرآن ، ويجوز أن يراد بعض السورة وأن يراد تمامها وقيل هي هذه السورة { أن آمنوا بالله وجاهدوا مع رسوله } الخطاب للمنافقين أي أخلصوا في إيمانكم وجهادكم ، وإنما قدم الأمر بالإيمان لأن الاشتغال بالجهاد لا يفيد إلا بعد الإيمان .

{ استأذنك أولوا الطول منهم } أي ذوو الفضل والسعة والقدرة وأهل الغنى والثروة ، من طال عليه طولا ، كذا قال ابن عباس والحسن ، وقال الأصم : هم الرؤساء والكبراء المنظور إليهم ، وخصهم بالذكر لأن الذم لهم ألزم إذ لا عذر لهم في القعود ، ولأن العاجز عن السفر والجهاد لا يحتاج إلى الاستئذان .

{ وقالوا } عطف تفسيري { ذرنا } أي اتركنا { نكن مع القاعدين } أي المتخلفين عن الغزو من المعذورين كالضعفاء والزمنى .