التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{فَأَلۡهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقۡوَىٰهَا} (8)

قوله تعالى { ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها }

قال مسلم : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، حدثنا عثمان بن عمر ، حدثنا عزرة بن ثابت ، عن يحيى بن عقيل ، عن يحيى بن يعمر ، عن أبي الأسود الدئلي ، قال : قال لي عمران بن الحصين : أرأيت ما يعمل الناس اليوم ويكدحون فيه ، أشيء قُضي عليهم ومضى عليهم من قدر ما سبق ؟ أو فيما يستقبلون به مما أتاهم به نبيهم ، وثبتت الحجة عليهم ؟ فقلت : بل شيء قُضي عليهم ، ومضى عليهم قال فقال : أفلا يكون ظلما ؟ قال : ففزعت من ذلك فزعا شديدا وقلت : كل شيء خلق الله وملك يده فلا يسأل عما يفعل وهم يسألون . فقال لي يرحمك الله ! إني لم أرد بما سألتك إلا لأحرز عقلك إن رجلين من مزينة أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقالا : يا رسول الله ! أرأيت ما يعمل الناس اليوم ، ويكدحون فيه ، أشيء قُضي عليهم ومضى فيهم من قدر قد سبق ، أو فيما يُستقبلون به مما أتاهم به نبيهم ، وثبتت الحجة عليهم ؟ فقال : " لا بل شيء قضي عليهم ومضي فيهم ، وتصديق ذلك في كتاب الله عز وجل : { ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها } .

[ الصحيح 4/ 2041-2042- كل القدر ، ب كيفية الخلق الآدمي في بطن أمه ، وكتابة رزقه وأجله وعلمه ، وشقاوته وسعادته ح 265 ] .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : { فألهمها فجورها وتقواها } قال : بين الخير والشر .