غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{فَأَلۡهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقۡوَىٰهَا} (8)

1

{ فألهمها فجورها وتقواها } قالت المعتزلة : هو كقول { وهديناه النجدين } [ البلد :10 ] أي علمناه وعرفناه سلوك طريقي الخير والشر ويعضده ما بعده .

{ قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها } والتدسية ضد التزكية . وأصل دسي دسس قلب أحد حرفي التضعيف ياء كما في " قضيت " . والتدسيس مبالغة الدس وهو الإخفاء في التراب قال عز من قائل { أم يدسه في التراب } [ النحل :59 ]

والضمير في " زكى " و " دس " ل " من " وقال أهل السنة : الضمير أن لله تعالى و " من " عبارة عن النفس والمعنى : قد سعدت نفس زكاها الله تعالى وخلقها طاهرة ، وخابت نفس دساها الله وخلقها كافرة فاجرة .

وقد يروى عن سعيد بن جبير وعطاء وعكرمة ومقاتل والكلبي قالوا : أصل الإلهام من قولهم " لهم الشيء والتهمة " إذا ابتلعه و " ألهمته إياه " أي أبلعته ذلك . فالإلهام الإبلاع أي وضع الإيمان في قلب المؤمن والكفر في قلب الكافر .

/خ15