الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَأَلۡهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقۡوَىٰهَا} (8)

ثم قال تعالى : ( فألهمها فجورها وتقواها ) .

[ أي ] {[76014]} فبين لها ما ينبغي {[76015]} أن يأتي [ وتذر ] {[76016]} من خير أو شر {[76017]} .

وقال ابن عباس : " بين الخير والشر " {[76018]} ، وعنه " علمها الطاعة والمعصية " {[76019]} .

قال مجاهد : ( فألهمها ) : " عرفها " {[76020]} .

وقال قتادة : / بين لها ذلك {[76021]} وقال الضحاك وسفيان : " بين لها الطاعة والمعصية " {[76022]} .

[ وقال ] {[76023]} ابن زيد {[76024]} : معناه : " جعل فيها فجورها وتقواها " {[76025]} .

( و ) {[76026]} عن النبي صلى الله عليه وسلم {[76027]} من كان الله خلقه لإحدى المنزلتين [ يهيئه ] {[76028]} ( لها ) {[76029]} يريد السعادة والشقاء ، قال صلى الله عليه وسلم : وتصديق ذلك في كتاب الله جل وعز : ( ونفس وما وساها ، فألهمها فجورها وتقواها ) {[76030]} . وهذا فيه أعظم حجة على القدرية أن كل امرئ ميسر لما قدر عليه قبل أن يخلق ، فمن كان قد قضى الله له السعادة يسر إلى عمل أهل السعادة ، ومن كان ( قد ) {[76031]} قضى ( الله ) {[76032]} له {[76033]} بالشقاء {[76034]} يسر إلى عمل أهل الشقوة ، ولا كون [ ذلك منه ] {[76035]} ظلما لخلقه {[76036]} ، ولا يسأل {[76037]} عما يفعل وهم يسألون قد علم قبل خلقهم ما هم عاملون ، فخلقهم على ما تقدم من علمه بهم فجاؤوا {[76038]} على مثل ذلك : مؤمن وكافر ، وشقي وسعيد .


[76014]:ساقط من أ.
[76015]:أ: تتقي.
[76016]:أ، ث: وتدرم: وتدين.
[76017]:انظر جامع البيان 30/210.
[76018]:المصدر السابق.
[76019]:انظر المصدر السابق.
[76020]:انظر المصدر السابق.
[76021]:انظر المصدر السابق.
[76022]:هو لفظ الضحاك، ولفظ سفيان: "أعلمها..." جامع البيان 30/210.
[76023]:م: قال.
[76024]:كتب ناسخ "أ" قول ابن زيد بعد قول ابن عباس الثاني.
[76025]:جامع البيان 30/210 وتفسير ابن كثير 4/551.
[76026]:ساقط من ث.
[76027]:أ: عليه السلام أنه قال.
[76028]:م، ث: يهيبه.
[76029]:ساقط من ث.
[76030]:هو جزء من حديث فيه بعض طول وله قصة، أخرجه الطبري في جامع البيان 30/211 وأخرجه أيضاً مسلم في كتاب القدر باب كيفية خلق الآدمي في بطن أمه، (شرح النووي على مسلم 16/198-199) وليس فيه قوله صلى الله عليه وسلم: "من كان الله خلقه لإحدى المنزلتين يهيئه لها".
[76031]:ساقط من أ.
[76032]:ساقط من أ.
[76033]:أ: عليك.
[76034]:أ: بالشقاوة. وفي اللسان (شقا): "الشقاء والشقاوة، وبالفتح ضد السعادة، يمد ويقصر، شقي يشقى شقا وشقاء وشقاوة وشقوة وشقوة".
[76035]:ساقط من م.
[76036]:ث: لخالقه.
[76037]:أ، ث: لا يسأل.
[76038]:أ: يحلو (كذا).