اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَأَلۡهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقۡوَىٰهَا} (8)

قوله : { فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا } أي : عرَّفها طريقَ الفجور والتقوى ، قاله ابن عباس ومجاهد{[60288]} .

وعن مجاهد أيضاً : عرفها الطاعة والمعصية{[60289]} .

[ وعن محمد بن كعب - رضي الله عنه - إذا أراد الله تعالى لعبده خيراً ألهمه الخير فعمل به ، وإذا أراد به الشر ألهمه الشرّ فعمل به{[60290]} .

وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : ألهم المؤمن التقي تقواه وألهم الكافر فجوره{[60291]} ، وعن قتادة : بين لها فجورها وتقواها{[60292]} ، والفجور والتقوى مصدران في موضع المفعول ]{[60293]} .

قال الواحدي : الإلهام هو أن يوقع الله في قلب العبد شيئاً ، وإذا أوقع في قلبه فقد ألزمه إياه ، من قولهم : لهم الشيء وألهمه : إذا بلغه ، وألهمته ذلك الشيء ، أي أبلغته ، هذا هو الأصل ثم استعمل ذلك فيما يقذفه الله تعالى في قلب العبد لأنه كالإبلاغ .


[60288]:ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (6/601) عن ابن عباس وعزاه إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.
[60289]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (12/602) عن ابن عباس ومجاهد والضحاك.
[60290]:ذكره القرطبي في "تفسيره" (20/51).
[60291]:ينظر المصدر السابق.
[60292]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (12/602) عن قتادة وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (6/601) وزاد نسبته إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.
[60293]:سقط من ب.