التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَمَا تَفَرَّقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡهُمُ ٱلۡبَيِّنَةُ} (4)

قوله تعالى { وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة } .

قال ابن كثير : وقوله تعالى { وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة } كقوله : { ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم } يعني بذلك أهل الكتب المنزلة على الأمم قبلنا ، بعد ما أقام الله عليهم الحجج والبينات تفرقوا واختلفوا في الذي أراده الله من كتبهم واختلفوا اختلافا كثيرا ، كما جاء في الحديث المروي من طرق : " إن اليهود اختلفوا على إحدى وسبعين فرقة ، وإن النصارى اختلفوا على ثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة " قالوا : من هم يا رسول الله ؟ قال : " ما أنا عليه وأصحابي " .

وهو كما قال ، فقد أخرجه أبو داود في [ سننه ح 4596 ] ، [ والترمذي ح 2640 ] ، وقال : حسن صحيح ، [ وابن حبان ح 6247 ] ، والحاكم في المستدرك 1/ 128 ] وصححه ، ووافقه الذهبي ، وأحمد في [ مسنده ح 8396 ] ، وحسنه محققوه بإشراف أ . د عبد الله التركي .