تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَمَا تَفَرَّقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡهُمُ ٱلۡبَيِّنَةُ} (4)

الآية4 : وقوله تعالى : { وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة } يقول أهل التأويل : إنما تفرقوا من بعد ما جاءتهم البينة ، وهو محمد صلى الله عليه وسلم .

قال أبو بكر : هذا التأويل خطأ ؛ لأنهم كانوا متفرقين قبل ذلك ، فلا معنى لذلك{[23911]} .

وعندنا : ليس كما توهم هو ، وهو يخرج على وجهين :

أحدهما : ما تفرقوا في محمد صلى الله عليه وسلم إلا من بعد ما جاءهم العلم به ، عند ذلك تفرقوا فيه ، فأما قبل ذلك فكانوا{[23912]}مجتمعين فيه كلهم .

( والثاني ){[23913]} ما تفرقوا في الدين والمذهب إلا من بعد ما جاءتهم البينة ، أي عن بيان وعلم تفرقوا في الدين .

وفي ما تفرقوا فيه هو{[23914]} ما جعل في خلقة كل واحد دلالة التوحيد والربوبية له ما لو تفكروا لعرفوا أن الله واحد .

والبينة تحتمل من هذا الموضع رسول الله صلى الله عليه وسلم والقرآن ونفس الخلقة على ما ذكرنا .


[23911]:في الأصل وم: كذلك
[23912]:الفاء ساقطة من الأصل وم
[23913]:في الأصل وم: أو
[23914]:في الأصل وم: وهو