{ وَمَا تَفَرَّقَ الذين أُوتُواْ الكتاب إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ البينة } هذه الجملة مستأنفة لتوبيخ أهل الكتاب وتقريعهم وبيان أن ما نسب إليهم من عدم الانفكاك لم يكن لاشتباه الأمر ، بل كان بعد وضوح الحق ، وظهور الصواب . قال المفسرون : لم يزل أهل الكتاب مجتمعين حتى بعث الله محمداً . فلما بعث تفرقوا في أمره واختلفوا ، فآمن به بعضهم ، وكفر آخرون . وخصّ أهل الكتاب ، وإن كان غيرهم مثلهم في التفرّق بعد مجيء البينة ، لأنهم كانوا أهل علم ، فإذا تفرّقوا كان غيرهم ممن لا كتاب له أدخل في هذا الوصف ، والاستثناء في قوله : { إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ البينة } مفرّغ من أعم الأوقات : أي وما تفرّقوا في وقت من الأوقات إلاّ من بعد ما جاءتهم الحجة الواضحة ، وهي : بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشريعة الغرّاء والمحجة البيضاء . وقيل البينة : البيان الذي في كتبهم أنه نبيّ مرسل كقوله : { وَمَا اختلف الذين أُوتُواْ الكتاب إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ العلم } [ آل عمران : 19 ] قال القرطبي : قال العلماء : من أوّل السورة إلى قوله : { كُتُبٌ قَيّمَةٌ } حكمها فيمن آمن من أهل الكتاب والمشركين . وقوله : { وَمَا تَفَرَّقَ } الخ فيمن لم يؤمن من أهل الكتاب والمشركين بعد قيام الحجج .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.