التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ} (1)

سورة القدر

سورة القدر 1

قوله تعالى { إنا أنزلناه في ليلة القدر }

قال البخاري : حدثنا عبد الله بن يوسف ، أخبرنا مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر رضي الله عنهما : ( أن رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أرُوا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أرى رُؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر ، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر ) .

[ الصحيح 4/ 301- ك فضل ليلة القدر ، ب التماس ليلة القدر في السبع الأواخر ح 2015 ] .

وقال البخاري : حدثنا معاذ بن فضالة ، حدثنا هشام ، عن يحيى ، عن أبي سلمة قال : سألت أبا سعيد-وكان لي صديقا- فقال : ( اعتكفنا مع النبي { العشر الأوسط من رمضان ، فخرج صبيحة عشرين فخطبنا وقال : أني أُريت ليلة القدر ثم أُنسيتُها –أو نسيتُها- فالتمسوها في العشر الأواخر في الوتر ، وإني رأيت أني أسجد في ماء وطين ، فمن كان اعتكف معي فليرجع ، فرجعنا ، وما نرى في السماء قزعة ، فجاءت سحابة فمطرت حتى سال سقف المسجد ، وكان من جريد النخل ، وأقيمت الصلاة ، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد في الماء والطين ، حتى رأيت أثر الطين في جبهته ) .

[ الصحيح 4/ 301 – ك فضل ليلة القدر ، ب التماس ليلة القدر في العشر الأواخر ح 2016 ] .

وقال الترمذي : حدثنا ابن أبي عمر ، حدثنا سفيان ، عن عبدة بن أبي لبابة وعاصم هو ابن بهدلة ، سمعا زرّ بن حبيش ، وزرّ بن حبيش يُكنى أبا مريم ، يقول : قلت : لأبيّ بن كعب : إن أخاك عبد الله بن مسعود يقول : من يقم الحول يُصب ليلة القدر ، فقال : يغفر الله لأبي عبد الرحمان ، لقد علم أنها في العشرة الأواخر من رمضان ، وأنها ليلة سبع وعشرين ، ولكنه أراد أن لا يتكل الناس ، ثم حلف لا يستثني أنها ليلة سبع وعشرين ، قلت له : بأي شيء تقول ذلك يا أبا المنذر ؟ قال : بالآية التي أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو بالعلامة ، أن الشمس تطلع يومئذ لا شعاع لها .

قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح [ السنن 5/ 445-446-ك التفسير ، ب سورة القدر ] . وصححه الألباني في [ صحيح سنن الترمذي ح 3351 ] .

قال الحاكم : أخبرنا أبو زكريا العنبري : ثنا محمد بن عبد السلام ، أنبأ إسحاق ابن إبراهيم ، أنبأ جرير عن منصور عن سعيد بن جبير في قوله تعالى : { إنا أنزلناه في ليلة القدر } قال : أنزل القرآن في ليلة القدر جملة واحدة إلى سماء الدنيا كان بموقع النجوم ، فكان الله ينزله على رسوله صلى الله عليه وسلم بعضه في إثر بعض ، قال عز وجل { وقالوا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا }

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه [ المستدرك 2/ 530-531- ك التفسير ] . وصححها الذهبي ، وعزاه الحافظ ابن حجر إلى ابن أبي شيبة والبيهقي في دلائل النبوة وقال : إسناده صحيح [ الفتح 9/4 ] .

أخرج الطبري بأسانيد يقوي بعضها بعضا عن ابن عباس قال : نزل القرآن كله جملة واحدة في ليلة القدر في رمضان إلى السماء الدنيا ، فكان الله إذا أراد أن يحدث في الأرض شيئا أنزله منه حتى جمعه .