نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَإِذَا رَءَاكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَٰذَا ٱلَّذِي يَذۡكُرُ ءَالِهَتَكُمۡ وَهُم بِذِكۡرِ ٱلرَّحۡمَٰنِ هُمۡ كَٰفِرُونَ} (36)

ولما أخبر سبحانه عن إعراضهم عن الساعة تكذيباً ، واستدل على كونها منزهة عن الغيب في خلق هذا العالم وتعاليه عن جميع صفات النقص واتصافه بأوصاف الكمال إلى أن ختم ذلك بمثل ما ابتدأ به على وجه أصرح ، وكان فيه تنبيههم على الابتلاء وكان الابتلاء{[50873]} على قدر النعم{[50874]} ، فكان صلى الله عليه وسلم أعظم شيء ابتلوا به لأنه لا نعمة أعظم من النعمة به ، ولا شيء أظهر من آياته عطف على قوله " وأسروا النجوى " قوله : { وإذا رءاك } {[50875]}أي وأنت أشرف الخلق وكلك{[50876]} جد وجلال وعظمة وكمال { الذين كفروا } فأظهر منبهاً{[50877]} على أن ظلمهم الذي أوجب لهم ذلك هو الكفر {[50878]}وإن كان في أدنى رتبة ، تبشيعاً له وتنبيهاً على أنه يطمس الفكر مطلقاً{[50879]} .

ولما كان من المعلوم أنه صلى الله عليه وسلم في غاية البعد عن الهزء ، قال منبهاً على أنهم أعرقوا في الكفر حتى بلغوا الذروة : { إن } {[50880]}أي ما{[50881]} { يتخذونك } أي حال الرؤية ، وسيعلم من يبقى{[50882]} منهم عما قليل أنك جد كلك{[50883]} { إلا هزواً } أي جعلوك {[50884]}بحمل أنفسهم على ضد ما يعتقد{[50885]} عين{[50886]} ما ليس فيك شيء منه ؛ ثم بين استهزاءهم به بأنهم يقولون إنكاراً واستصغاراً : { أهذ الذي يذكر } أي{[50887]} بالسوء { ءالهتكم } قال أبو حيان{[50888]} : والذكر{[50889]} يكون بالخير والشر ، فإذا لم يذكر متعلقه فالقرينة تدل عليه{[50890]} - انتهى{[50891]} . فإذا{[50892]} دلت القرينة على أحدهما أطلق عليه { وهم } أي والحال أنهم {[50893]}على حال كانوا بها أصلاً في الهزء ، وهي أنهم{[50894]} { بذكر الرحمن } الذي لا نعمة عليهم ولا على غيرهم إلا منه ، {[50895]}وكرر الضمير تعظيماً بما أتوا به من القباحة فقال{[50896]} : { هم }{[50897]} أي بظواهرهم وبواطنهم{[50898]} { كافرون } أي ساترون لمعرفتهم به ، فلا أعجب ممن {[50899]}هو محل للهزء لكونه{[50900]} أنكر ذكر{[50901]} من لا نعمة منه ولا نقمة أصلاً بالسوء ، وهو يذكر من كل نعمة منه بالسوء {[50902]}ويهزأ به{[50903]} .


[50873]:زيد من مد.
[50874]:من مد وفي الأصل: المنعم.
[50875]:العبارة من هنا "عظمة وكمال" ساقطة من ظ.
[50876]:زيد من مد.
[50877]:من ظ ومد، وفي الأصل: تنبيها.
[50878]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[50879]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[50880]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[50881]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[50882]:من مد، وفي الأصل بقى.
[50883]:بياض في الأصل ملأناه من مد، والعبارة من "أي حال" إلى هنا ساقطة من ظ.
[50884]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[50885]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[50886]:من ظ ومد وفي الأصل: غير.
[50887]:زيد من ظ ومد.
[50888]:زيد من ظ، وراجع البحر المحيط 6 / 312.
[50889]:من ظ ومد والبحر وفي الأصل: فالذي.
[50890]:زيد من ظ والبحر.
[50891]:زيد من ظ.
[50892]:من مد وفي الأصل: فما، والعبارة من هنا بما فيها هذه الكلمة ساقطة من ظ إلى "أطلق عليه".
[50893]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[50894]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[50895]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[50896]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[50897]:العبارة من هنا إلى "بواطنهم" ساقطة من ظ.
[50898]:في مد: ضمائرهم.
[50899]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[50900]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[50901]:من ظ ومد وفي الأصل: ذلك.
[50902]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[50903]:سقط ما بين الرقمين من ظ.