نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَهَٰذَا ذِكۡرٞ مُّبَارَكٌ أَنزَلۡنَٰهُۚ أَفَأَنتُمۡ لَهُۥ مُنكِرُونَ} (50)

ولما ذكر فرقان موسى عليه السلام ، وكان العرب يشاهدون إظهار اليهود للتمسك به والمقاتلة{[51098]} على ذلك والاغتباط ، حثهم على كتابهم الذي هو أشرف منه فقال : { وهذا } فأشار إليه بأداة القرب إيماء{[51099]} إلى سهولة تناوله عليهم { ذكر } أي عظيم ، ودلهم على أنه أثبت الكتب وأكثرها فوائد بقوله : { مبارك } ودلهم على زيادة عظمته بما له من {[51100]}قرب الفهم و{[51101]}الإعجاز وغيره بقوله{[51102]} : { أنزلناه } ثم أنكر عليهم رده {[51103]}ووبخهم{[51104]} في سياق دال على أنهم أقل من أن يجترئوا على ذلك ، منبه على أنهم أولى بالمجاهدة في هذا الكتاب من أهل الكتاب في كتابهم فقال : { أفأنتم له } {[51105]}أي لتكونوا دون أهل الكتاب برد ما أنزل لتشريفكم عليهم وعلى غيرهم{[51106]} مع أنكم لا تنكرون كتابهم { منكرون* } أي أنه لو أنكره غيركم لكان ينبغي لكم مناصبته ، فكيف يكون الإنكار منكم ؟


[51098]:من ظ ومد وفي الأصل: المقابلة
[51099]:زيد من ظ ومد.
[51100]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[51101]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[51102]:زيد من ظ ومد.
[51103]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[51104]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[51105]:العبارة من هنا إلى "كتابهم" ساقطة من ظ.
[51106]:من مد، وفي الأصل: عيوبهم.