ولما تقرر دليل البعث بما لا خفاء فيه ولا لبس ، شرع يقص{[54711]} بعض أحوالهم عند ذلك ، فقال عادلاً عن خطابهم استهانة بهم{[54712]} وإيذاناً بالغضب ، وخطاباً للنبي صلى الله عليه وسلم تسلية له ، أو لكل من يصح خطابه ، عاطفاً على ما تقديره : فلو رأيتهم وقد بعثرت القبور ، وحصل ما في الصدور ، وهناك{[54713]} أمور أيّ أمور ، موقعاً {[54714]}المضارع في حيز{[54715]} ما من شأنه الدخول على الماضي ، لأنه لتحقق{[54716]} وقوعه كأنه قد كان ، واختير التعبير به لترويح النفس بترقب رؤيته حال{[54717]} سماعه ، تعجيلاً للسرور بترقب المحذور لأهل الشرور : { ولو ترى } أي تكون أيها الرائي من أهل الرؤية لترى حال المجرمين { إذ المجرمون } أي القاطعون لما أمر الله به أن يوصل بعد{[54718]} أن وقفوا بين يدي ربهم { ناكسوا رؤوسهم } أي مطأطئوها{[54719]} خجلاً وخوفاً وخزياً{[54720]} وذلاً {[54721]}في محل المناقشة{[54722]} { عند ربهم } المحسن إليهم المتوحد بتدبيرهم ، قائلين بغاية الذل والرقة : { ربنا } أي أيها المحسن إلينا { أبصرنا } ما كنا نكذب به { وسمعنا } أي{[54723]} منك ومن ملائكتك ومن أصوات النيران وغير ذلك ما كنا نستبعده ، فصرنا على غاية العلم{[54724]} بتمام قدرتك وصدق وعودك{[54725]} { فارجعنا } بما لك من هذه الصفة المقتضية للإحسان ، إلى دار الأعمال { نعمل صالحاً } ثم حققوا هذا الوعد بقولهم على سبيل التعليل مؤكدين لأن حالهم كان حال الشاك الذي يتوقف المخاطب في إيقانه : { إنا موقنون * } أي ثابت الآن{[54726]} لنا الإيقان{[54727]} بجميع ما أخبرنا به عنك مما كشف عنه العيان ، أي لو رأيت{[54728]} ذلك لرأيت أمراً لا يحتمله من هوله و{[54729]}عظمه عقل{[54730]} ، ولا يحيط به وصف .
ولما لم يذكر لهم جواباً{[54731]} ، علم أنه لهوانهم ، لأنه ما جرأهم على{[54732]} العصيان إلا صفة الإحسان ، فلا يصلح لهم إلا الخزي والهوان ، ولأن{[54733]} الإيمان لا يصح إلا بالغيب{[54734]} قبل العيان .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.