نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{ٱلَّذِيٓ أَحۡسَنَ كُلَّ شَيۡءٍ خَلَقَهُۥۖ وَبَدَأَ خَلۡقَ ٱلۡإِنسَٰنِ مِن طِينٖ} (7)

ولما ذكر{[54652]} صفة الرحيمية صريحاً لأقتضاء المقام إياها ، أشار إلى صفة الرحمانية فقال : { الذي أحسن {[54653]}كل شيء{[54654]} } ولما كان هذا الإحسان عاماً ، خصه بأن{[54655]} وصفه - على قراءة المدني والكوفي{[54656]} - بقوله : { خلقه } فبين أن ذلك بالإتقان والإحكام ، كما فسر ابن عباس{[54657]} رضي الله عنهما من حيث التشكيل والتصوير ، وشق المشاعر ، وتهيئة المدارك ، وإفاضة المعاني ، مع المفاوتة في جميع ذلك ، وإلى هذا أشار الإبدال في قراءة الباقين ، وعبر بالحسن لأن ما كان على وجه الحكمة كان حسناً وإن رآه {[54658]}الجاهل القاصر{[54659]} قبيحاً .

ولما كان الحيوان أشرف الأجناس ، وكان الإنسان أشرفه ، خصه بالذكر ليقوم{[54660]} دليل الوحدانية بالأنفس كما قام قبل بالآفاق{[54661]} ، فقال دالاً على البعث : { وبدأ خلق الإنسان } أي الذي{[54662]} هو المقصود الأول بالخطاب بهذا القرآن { من طين } أي مما ليس له أصل في الحياة بخلق آدم عليه السلام منه{[54663]} .


[54652]:زيدت الواو بعده في الأصل، ولم تكن في ظ وم ومد فحذفناها.
[54653]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[54654]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[54655]:في ظ: أن.
[54656]:راجع نثر المرجان 5/350.
[54657]:راجع معالم التنزيل بهامش اللباب 5/184.
[54658]:في م ومد: القاصر الجاهل.
[54659]:في م ومد: القاصر الجاهل.
[54660]:من ظ ومد، وفي الأصل وم: ليقوى.
[54661]:من ظ ومد، وفي الأصل وم: بالاتفاق.
[54662]:زيدت الواو في ظ.
[54663]:سقط من ظ.