وأشار إلى عظمة ما بعد ذلك من خلقه وتطويره{[54668]} بقوله : { ثم سواه } أي عدله لما يراد منه بالتخطيط والتصوير وإبداع المعاني { ونفخ فيه من روحه } الروح ما يمتاز به الحي من الميت ، والإضافة للتشريف ، فيا له من شرف ما أعلاه{[54669]} إضافته إلى الله .
ولما ألقى السامعون لهذا الحديث أسماعهم ، فكانوا جديرين بأن يزيد المحدث لهم إقبالهم وانتفاعهم{[54670]} ، لفت إليهم الخطاب قائلاً : { وجعل } أي بما ركب في البدن من الأسباب { لكم السمع } أي{[54671]} تدركون به المعاني المصوتة ، {[54672]}ووحده لقلة{[54673]} التفاوت فيه إذا{[54674]} كان سالماً { والأبصار } تدركون بها{[54675]} المعاني والأعيان القابلة ، ولعله قدمهما لأنه ينتفع بهما حال الولادة ، وقدم السمع لأنه يكون إذ ذاك أمتن من البصر .
ولذا تربط القوابل العين لئلا يضعفها النور ، وأما العقل فإنما يحصل بالتدريج فلذا أخر محله فقال{[54676]} : { والأفئدة } أي المضغ{[54677]} الحارة المتوقدة المتحرفة ، وهي القلوب المودعة غرائز العقول المتباينة فيها أيّ تباين ؛ قال الرازي في اللوامع : جعله - أي{[54678]} الإنسان - مركباً من روحاني وجسماني{[54679]} ، وعلوي وسفلي ، جمع فيه بين العالمين بنفسه وجسده ، واستجمع الكونين بعقله وحسه ، وارتفع عن الدرجتين باتصال الأمر الأعلى به {[54680]}وحياً قولياً ، وسلم{[54681]} الأمر لمن له الخلق والأمر تسليماً اختيارياً طوعياً . ولما{[54682]} لم يتبادروا إلى الإيمان عند التذكير بهذه النعم الجسام قال : { قليلاً ما تشكرون * } أي وكثيراً ما تكفرون .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.