نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَلَمۡ يَعۡيَ بِخَلۡقِهِنَّ بِقَٰدِرٍ عَلَىٰٓ أَن يُحۡـِۧيَ ٱلۡمَوۡتَىٰۚ بَلَىٰٓۚ إِنَّهُۥ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ} (33)

ولما أتم سبحانه وتعالى ما اقتضاه مقصود هذه السورة من أصول الدين وفروعه والتحذير من سطواته بذكر بعض مثلاته ، وختم بضلال من لم يجب الداعي ، نبه على أن أوضح الأدلة على إحاطته بالجلال والجمال وقدرته على الأجل المسمى الذي خلق الخلق لأجله ما جلى به مطلع السورة من إبداع الخافقين وما فيهما{[59157]} من الآيات الظاهرة{[59158]} للأذن والعين ، فقال مبكتاً لهم على ضلالهم عن إجابة الداعي ومنكراً عليهم وموبخاً لهم{[59159]} مرشداً بالعطف على{[59160]} غير مذكور إلى أن التقدير : ألم ير{[59161]} هؤلاء الضلال{[59162]} ما نصبنا في هذه السورة من أعلام الدلائل وواضح{[59163]} الرسائل في المقاصد والوسائل ، عاطفاً عليه قوله تعالى رداً لمقطع السورة بتقرير المعاد على{[59164]} مطلعها المقرر للبدء بخلق الكونين بالحق : { أو لم يروا } أي يعلموا علماً هو في الوضوح كالرؤية-{[59165]} { {[59166]}أن الله{[59167]} } و{[59168]}دل {[59169]}على هذا الاسم{[59170]} الأعظم بقوله : { الذي خلق السماوات } على ما احتوت عليه مما يعجز الوصف-{[59171]} من العبر { والأرض } على ما اشتملت عليه من الآيات المدركة بالعيان{[59172]} والخبر{[59173]} { ولم يعي } أي يعجز ، يقال : عيي بالأمر - إذ لم يهتد{[59174]} لوجه مراده أو عجز عنه ولم يطق إحكامه{[59175]} ، قال الزجاج : يقال : عييت بالأمر - إذا لم تعرف وجهه ، وأعييت : تعبت{[59176]} ، و{[59177]}في القاموس : وأعيى بالأمر : كل{[59178]} { بخلقهن } أي بسببه{[59179]} فإنه لو حصل له شيء من ذلك لأدى إلى نقصان فيهما أو في إحدهما ، وأكد الإنكار المتضمن للنفي بزيادة الجار في حيز " أن " فقال تعالى : { بقادر } أي قدرة عظيمة {[59180]}تامة بليغة{[59181]} { على أن يحيي } أي على سبيل التجديد مستمراً { الموتى } والأمر فيهم لكونه إعادة ولكونهم{[59182]} جزاء يسيراً منها ذكر اختراعه أصغر شأناً وأسهل صنعاً .

ولما كان هذا الاستفهام الإنكاري في معنى النفي ، أجابه بقوله تعالى { بلى } {[59183]}قد علموا أنه قادر على ذلك علماً هو في إتقانه كالرؤية بالبصر لأنهم يعلمون أنه المخترع لذلك ، وأن الإعادة أهون من الابتداء في مجاري عاداتهم ، ولكنهم عن ذلك ، غافلون لأنهم عنه معرضون ، ولما كانوا{[59184]} مع هذه الأدلة الواضحة التي هي أعظم من المشاهدة بالبصر ينكرون ما دلت عليه هذه الصنعة من إحاطة القدرة ، علل ذلك{[59185]} مؤكداً له بقوله مقرراً للقدرة على وجه عام يدخل فيه البعث الذي ذكر أول السورة أنه ما خلق هذا الخلق إلا لأجله ليختم بما بدأ به{[59186]} { إنه على كل شيء } أي هو أهل لأن تتعلق القدرة به { قدير * } .


[59157]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: عنهما.
[59158]:من ظ و م ومد، وفي الأصل:الظاهر.
[59159]:زيدت الواو في الأصل و ظ ولم تكن في م ومد فحذفناها.
[59160]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: إلى.
[59161]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: ألم يرو-كذا.
[59162]:زيد في الأصل و ظ: إلى غير مذكور، ولم تكن الزيادة في م ومد فحذفناها.
[59163]:من ممن م ومد، وفي الأصل و ظ: أوضح.
[59164]:من ظ و م ومد، وفي الأصل:إلى.
[59165]:زيد من ظ و م ومد.
[59166]:وقع في الأصل بعد "الأعظم بقوله" والترتيب من ظ و م.
[59167]:وقع في الأصل بعد "الأعظم بقوله" والترتيب من ظ و م.
[59168]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: ما.
[59169]:من ظ و م ومد، وفي الأصل:عليه بالاسم.
[59170]:من ظ و م ومد، وفي الأصل:عليه بالاسم.
[59171]:زيد من م ومد.
[59172]:زيد في الأصل: وما فيها من البركة، ولم تكن الزيادة في ظ و م ومد فحذفناها.
[59173]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: الخير.
[59174]:في الأصل: لم يهتدى.
[59175]:زيدت الواو في الأصل ولم تكن في ظ و م ومد فحذفناها.
[59176]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: تعبأ.
[59177]:زيدت في الأصل و ظ: قال، ولم تكن الزيادة في ظ و م ومد فحذفناها.
[59178]:في م: إلى شيء.
[59179]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: بسبب.
[59180]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[59181]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[59182]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: لكونه.
[59183]:زيد في الأصل:أي، ولم تكن الزيادة في ظ و م ومد فحذفناها.
[59184]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: كان.
[59185]:زيد في الأصل و ظ: منكرا، ولم تكن الزيادة في م ومد فحذفناها.
[59186]:زيد في الأصل: فقال، ولم تكن الزيادة في ظ و م ومد فحذفناها.