نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{نِّصۡفَهُۥٓ أَوِ ٱنقُصۡ مِنۡهُ قَلِيلًا} (3)

ولما كان الليل اسماً لما بين غروب الشمس وطلوع الفجر ، وكان قيامه في غاية المشقة ، حمل سبحانه من ثقل ذلك ، فقال مبيناً لمراده{[69385]} بما حط عليه الكلام بعد الاستثناء ، ومبدلاً من جملة المستثنى والمستثنى منه{[69386]} : { نصفه } أي الليل ، فعلم أن المراد بالقليل المستثنى النصف ، وسماه قليلاً بالنسبة إلى جميع الليل ، وبالنسبة إلى النصف الذي وقع إحياؤه ، لأن ما يلي بالعمل أكثر مما لا عمل فيه ، ويجوز أن يكون " نصفه " بدلاً من الليل ، فيكون كأنه قيل : قم نصف الليل إلا قليلاً وهو السدس أو انقص منه إلى الربع ، وجاءت العبارة هكذا لتفيد أن من قام ثلث{[69387]} الليل بل ربعه فما فوقه كان محيياً لليل كله .

ولما كانت الهمم مختلفة بالنسبة إلى الأشخاص وبالنسبة إلى الأوقات قال : { أو انقص منه } أي هذا النصف الذي أمرت بقيامه ، أو من النصف المستثنى منه القليل على الوجه الثاني وهو الثلث { قليلاً * }{[69388]} فلا تقمه حتى لو أحييت ثلث الليل على الوجه{[69389]} الأول أو ربعه على الوجه الثاني كنت محيياً له كله-{[69390]} في{[69391]} فضل الله بالتضعيف


[69385]:من ظ و م، وفي الأصل: المراد.
[69386]:زيد في الأصل: فقال، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[69387]:في ظ: سدس.
[69388]:زيد في الأصل: أي، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[69389]:زيد من ظ و م.
[69390]:زيد من ظ و م.
[69391]:من ظ و م، وفي الأصل: على.