اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{نِّصۡفَهُۥٓ أَوِ ٱنقُصۡ مِنۡهُ قَلِيلًا} (3)

قوله : { إِلاَّ قَلِيلاً نِّصْفَهُ أَوِ انقص مِنْهُ قَلِيلاً } . للناس في هذا كلام كثير ، واستدلال على جواز استثناء الأكثر ، والنصف ، واعتراضات وأجوبة .

قال شهاب الدين{[58277]} : وها أنا أكذر ذلك محرراً له بعون الله تعالى : اعلم أن في هذه الآية ثمانية أوجه :

أحدها : أن «نِصْفهُ » بدل من «اللَّيْلِ » بدل بعض من كل ، و «إلاَّ قَليْلاً » استثناء من النصف ، كأنه قيل : [ قُم أقل من نصف الليل ، والضمير في «مِنْهُ » و «عليه » عائد على النصف ، والمعنى : التخيير بين أمرين : بين أن يقوم أقل من نصف الليل على البت ]{[58278]} ، وبين أن يختار أحد الأمرين وهما النقصان من النصف ، والزيادة عليه ، قاله الزمخشريُّ .

وناقشه أبو حيَّان : «بأنه يلزم منه تكرار اللفظ ، ويصير التقدير : قم نصف الليل إلا قليلاً من نصف الليل ، قال : وهذا تركيب ينزه القرآن عنه » .

قال شهاب الدين{[58279]} : والوجه في إشكال ، لكن لا من هذه الحيثية ، فإن الأمر فيها سهل بل لمعنى آخر - سأذكره إن شاء الله تعالى قريباً - ، وجعل أبو البقاء هذا الوجه مرجوحاً فإنه قال : والثاني : هو بدل من «قليلاً » - يعني النصف - قال : وهو أشبه بظاهر الآية لأنه قال : «أو انقُصْ مِنْهُ » ،


[58277]:ينظر: الدر المصون 6/401.
[58278]:سقط من أ.
[58279]:الدر المصون 6/402.