ولما كان من المقرر المعلوم الذي هو في أقصى غايات الظهور أن من طلبه{[70080]} الملك طلب-{[70081]} عرض وحساب وثواب-{[70082]} وعقاب يلوم نفسه في كونه لم يبالغ في العمل بما يرضي الملك والإخلاص في موالاته ، والتحيز إليه ومصافاته . وكان أكثر لوم النفس واقعاً في ذلك اليوم ، وكان إدراكها للوم المرتب على إدراك الأمور الكلية والجزئية ومعرفة الخير والشر ، والتمييز بينهما من أعظم الدلائل على تمام{[70083]} قدرة الخالق وكمال عظمته الموجب لإيجاد ذلك اليوم لإظهار عظمته و-{[70084]} حكمه وحكمته قال { ولا أقسم بالنفس{[70085]} } على حد ما مضى في أن-{[70086]} الباء صلة أو سبب { اللوامة * } أي التي تلوم صاحبها وهي خيرة وشريرة ، فالخيرة تكون-{[70087]} سبباً للنجاة فيه والأخرى تكون سبباً للهلاك فيه ، فإن لامت على الشر أو{[70088]} على التهاون {[70089]}بالخير أنجت{[70090]} ، وإن لامت على ضد ذلك أهلكت{[70091]} ، وكيفما كانت لا بد أن تلوم ، وهي بين{[70092]} الأمارة والمطمئنة ، فما غلب عليها{[70093]} منهما كانت في حيزه ، قال الرازي {[70094]}في اللوامع{[70095]} : فالمطمئنة التي{[70096]} انقادت لأوامر الله ، والأمارة المخالفة لها المتبعة للهوى ، واللوامة هي المجاهدة{[70097]} ، فتارة لها اليد وتارة عليها ، وهي نفس الإنسان خاصة لأنها بين طوري{[70098]} الخير والشر والكمال والنقصان والصعود والهبوط والطاعة والعصيان ، قال الإمام السهروردي في الباب السادس{[70099]} والخمسين من معارفه : وهي نفس واحدة لها صفات متغايرة ، فالملائكة في درجة الكمال ، والحيوانات{[70100]} الأخر في دركة النقصان .
ولهذا جمع بين القيامة وبين-{[70101]} اللوامة ، لأن الثواب والعقاب للآدمي دون الملائكة والحيوانات{[70102]} العجم ، واللوامة يشتد لومها في ذلك اليوم على عدم الخير أو عدم الزيادة منه ، لا أقسم على ذلك بهذا الذي هو من أدل الأمور على عظمته سبحانه فإن{[70103]} الأمر في ذلك غني عن القسم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.