التفسير الحديث لدروزة - دروزة  
{وَلَمَّا جَآءَ أَمۡرُنَا نَجَّيۡنَا هُودٗا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ بِرَحۡمَةٖ مِّنَّا وَنَجَّيۡنَٰهُم مِّنۡ عَذَابٍ غَلِيظٖ} (58)

{ وإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنتُمْ إلاّ مُفْتَرُونَ 50 يا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إلاّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلاَ تَعْقِلُونَ 51 ويَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا ( 1 ) ويَزِدْكُمْ قُوةً إِلَى قُوتِكُمْ وَلاَ تَتَولَّوْاْ مُجْرِمِينَ 52 قَالُواْ يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ ومَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ و مَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ 53 إِن نَّقُولُ إلاّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ ( 2 ) قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللّهِ و اشْهَدُواْ أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ 54 مِن دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ 55 إِنِّي تَوكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي ورَبِّكُم مَّا مِن دَآبَّةٍ إلاّ هُو آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ( 3 ) إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ 56 فَإِن تَولَّوْاْ ( 4 ) فَقَدْ أَبْلَغْتُكُم مَّا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ ويَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ ولاَ تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ 57 وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا ونَجَّيْنَاهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ 58 وتِلْكَ عَادٌ جَحَدُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وعَصَوْاْ رُسُلَهُ واتَّبَعُواْ أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ 59 وأُتْبِعُواْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً ويَوْمَ الْقِيَامَةِ ألا إِنَّ عَادًا كَفَرُواْ رَبَّهُمْ ألا بُعْدًا لِّعَادٍ قَوْمِ هُودٍ 60 } [ 50 60 ] .

تعليق على قصة هود عليه السلام

وهذه حلقة ثانية من السلسلة فيها قصة هود عليه السلام مع قومه ، وآياتها واضحة . وقد وردت القصة في سور عديدة منها ما مرّ تفسيره وعلقنا عليها بما يغني عن التكرار ، وفي الحلقة حوار بين هود عليه السلام وقومه غير ما ورد في السور الأخرى مما اقتضته حكمة التنزيل وفيه مماثلة لما حكته آيات عديدة ومرت أمثلة منها من أقوال ومواقف المشركين من النبي صلى الله عليه وسلم حيث يبدو في ذلك أيضا عبرة واضحة بإعلان وحدة طبيعة ذوي النوايا الخبيثة والسرائر الفاسدة ووحدة مواقفهم من الدعوة إلى الهدى والحق التي يدعو إليها رسل الله تعالى . وفي هذا تطمين للنبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين من جهة وتبكيت وتقريع وإنذار للكفار من جهة أخرى .

ومن الحوار الذي فيه عبرة أيضا قول هود عليه السلام لقومه إنكم إن تتولوا فلن تضروا الله شيئا وإن الله قادر على إهلاككم واستخلاف غيركم في الأرض محلكم ؛ حيث ينطوي في هذا إنذار للمشركين الذين كانوا يناوئون النبي صلى الله عليه وسلم .

ومن مواضع العبرة في الآيات إيذان الله بتنجية هود والذين آمنوا معه من العذاب الذي وقع على الكافرين من قومه حيث ينطوي في هذا بشرى وتطمين للنبي والذين آمنوا .