لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{وَلَمَّا جَآءَ أَمۡرُنَا نَجَّيۡنَا هُودٗا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ بِرَحۡمَةٖ مِّنَّا وَنَجَّيۡنَٰهُم مِّنۡ عَذَابٍ غَلِيظٖ} (58)

ولما جاء أمْرنا بإهلاكِهم نَجَّينَا هوداً والذين آمنوا برحمتنا ، ولم يَقْلْ باستحقاقه النجاةَ بوسيلةِ نُبُوته ، أو لجسامة طاعته ورسالته بل قال : { بِرَحْمَةٍ مِّنَّا } ، ليَعْلَمَ الكافةُ أنَّ الأنبياء- عليهم السلام- ومَنْ دونَهم عتيقُ رحمته ، وغريقُ مِنَّتِه ، لا لاستحقاقِ أحدٍ ولا لواجب على الله في شيء .