التفسير الحديث لدروزة - دروزة  
{وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦٓ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلصِّدِّيقُونَۖ وَٱلشُّهَدَآءُ عِندَ رَبِّهِمۡ لَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ وَنُورُهُمۡۖ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَآ أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَحِيمِ} (19)

( 2 ) الصديقون : هناك من قال : إن الكلمة تعني لغويا كثيري الصدق والتصديق ، وأنها عنت السابقين الأولين لكثرة وشدة تصديقهم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . وقد وصف مريم بالصديقة في آية سورة المائدة ( 75 ) وجاءت كلمة الصديقين في آية سورة النساء هذه : { ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين } ( 69 ) . وقد تكون الكلمة تعني طبقة استغرقت في طاعة الله فصارت ذات حظوة عنده بعد النبيين . ومع ذلك فمجيئها بعد جملة : { والذين آمنوا بالله ورسله } تعني أن المخلصين من هؤلاء هم الصديقون .

( 3 ) الشهداء : هناك من قال إن الكلمة عنت الذين قتلوا في سبيل الله . وهناك من قال : إنها عنت الأنبياء والملائكة الذين يشهدون على الناس يوم القيامة . وهناك من قرأ : { الصديقون والشهداء } كجملة واحدة وقال : إنها تفيد أن كل مؤمن مخلص صديق شهيد . وهناك من قال : إن كلا منهما تعني فئة غير الأخرى وقد رجح الطبري هذا ، وترجيحه وجيه . ونرجح إلى هذا أنها عنت الذين قتلوا في سبيل الله .

18