جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦٓ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلصِّدِّيقُونَۖ وَٱلشُّهَدَآءُ عِندَ رَبِّهِمۡ لَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ وَنُورُهُمۡۖ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَآ أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَحِيمِ} (19)

{ والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون } عن مجاهد كل مؤمن صديق ، وعن الضحاك هم ثمانية نفر سبقوا إلى الإيلام أبو بكر ، وعلي ، وزيد ، وعثمان ، وطلحة ، والزبير ، وسعد ، وحمزة- رضي الله تعالى عنهم { والشهداء عند ربهم } أي : في جنات النعيم أرواحهم في حواصل طير خضر تسرح في أنهار الجنة ، ثم تأوي إلى القناديل مبتدأ{[4920]} أو خبر ، أو المراد المؤمنون كلهم{[4921]} كالصديقين والشهداء عند الله تعالى ، فيكون والشهداء عطفا على الصديقون ، وفي الحديث " مؤمنو أمتي شهداء ، ثم تلا هذه الآية " ويدل عليه قوله تعالى{ ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين } [ النساء :69 ] { لهم أجرهم } أي : أجر كل منهم مقصور عليهم وكذا نورهم ، أو المؤمنين مثل أجر الشهداء ونورهم لا يلزم منه المماثلة من جميع الجهات ، { ونورهم } : الذي يسعى بين أيديهم وبأيمانهم ، { والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم } : ملازموها لا ينفكون عنها .


[4920]:يعني منقطع عما قبله صرح بذلك ابن عباس- رضي الله عنهما- وكثيرون /12 وجيز.
[4921]:وهذا قول ابن مسعود، وجماعة من السلف/12 وجيز.