بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦٓ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلصِّدِّيقُونَۖ وَٱلشُّهَدَآءُ عِندَ رَبِّهِمۡ لَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ وَنُورُهُمۡۖ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَآ أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَحِيمِ} (19)

ثم قال عز وجل : { والذين آمَنُواْ بالله وَرُسُلِهِ } يعني : صدّقوا بتوحيد الله ، وصدقوا بجميع الرسل ، { أُوْلَئِكَ هُمُ الصديقون } والصدِّيق : اسم المبالغة في الفعل . يقال : رجل صدِّيق ، كثير الصدق . وقال ابن عباس رضي الله عنه : فمن آمن بالله ورسله فهو من الصدِّيقين .

ثم قال : { والشهداء عِندَ رَبّهِمْ } قال مقاتل : هذا استئناف فقال : { الشهداء } يعني : من استشهد عند ربهم . يعني : يطلب شهادة على الأمم { لَهُمْ أَجْرُهُمْ } يعني : ثوابهم { وَنُورُهُمْ } ويقال : هذا بناء على الأول . يعني : { أُوْلَئِكَ هُمُ الصديقون والشهداء عِندَ رَبّهِمْ } يشهدون للرسل بتبليغ الرسالة . ويقال : معناه { أُوْلَئِكَ هُمُ الصديقون } { وَأُوْلَئِكَ هُمُ الشهداء } عند ربهم ، ويكون لهم أجرهم ، ونورهم . قال مجاهد : كل مؤمن صديق ، شهيد .

ثم وصف حال الكفار فقال عز وجل : { والذين كَفَرُواْ } يعني : بوحدانية الله تعالى { وَكَذَّبُواْ بآياتنا } يعني : جحدوا بالقرآن { أولئك أصحاب الجحيم } .