{ وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا( 1 ) وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا حَتَّى إِذَا جَآؤُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ ( 25 ) }[ 25 ] .
في الآية إشارة إلى موقف من مواقف المناظرة التي كانت تحدث بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم والكفار حيث كانوا يستمعون إليه حينما يتلو القرآن فلا ينفذون إلى ما فيه من علوية وروحانية عنادا ومكابرة ولا يجدون ما يقولونه إلا أنه أساطير الأولين وقصصهم وكتبهم .
وقد أورد المفسرون{[910]} في سياقها رواية جاء فيها أن أبا سفيان وأبا جهل والنضر بن حارث وآخرين من زعماء المشركين كانوا يستمعون القرآن فقالوا للنضر : ما يقول محمد ؟ قال : ما أدري إلا أني أراه يحرك لسانه ويقول أساطير الأولين مثل ما كنت أحدثكم ، فقال أبو سفيان : إني أرى بعض ما يقول حقا ، فقال أبو جهل : كلا ، كلا إن الموت أهون علينا من أن نقر بذلك{[911]} .
وضمير ( منهم ) وعطف الجملة على ما سبقها يدلان على أن الآية من سلسلة السياق . ولم تنزل لحدتها فصلا مستقلا ، وهذا لا يمنع أن يكون قد حدث ما ذكرته الرواية فأشير إليه في الآية .
{ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا }
وجملة { وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا } معترضة أو استطرادية . ويتبادر أنها بسبيل تصوير شدة مكابرتهم وعنادهم وإصرارهم على عدم الإيمان والتصديق مهما رأوا من آيات الله . وقد تكرر مثل هذا التعبير في مثل هذه المناسبة . ومن ذلك آيات سورة الإسراء [ 45 - 46 ] التي مر تفسيرها وعلقنا عليها بما فيه الكفاية وما قلناه هناك ينسحب على هذه الآية بما في ذلك ما لمحناه من قصد التسجيل لواقع الكفار حين نزولها . ويتبادر لنا أنه قصد بالعبارة هنا بخاصة تسلية النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتهوين عناد الكفار ومواقفهم عليه . والأسلوب الاستطرادي مما يؤيد ذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.