الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَمِنۡهُم مَّن يَسۡتَمِعُ إِلَيۡكَۖ وَجَعَلۡنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ أَكِنَّةً أَن يَفۡقَهُوهُ وَفِيٓ ءَاذَانِهِمۡ وَقۡرٗاۚ وَإِن يَرَوۡاْ كُلَّ ءَايَةٖ لَّا يُؤۡمِنُواْ بِهَاۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءُوكَ يُجَٰدِلُونَكَ يَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّآ أَسَٰطِيرُ ٱلۡأَوَّلِينَ} (25)

قوله : { ومنهم من يستمع إليك } الآية{[19447]} [ 26 ] .

المعنى : ومن هؤلاء المختلقين{[19448]} على الله الكذب من يستمع{[19449]} القرآن{[19450]} منك يا محمد{[19451]} – قال مجاهد : هم قريش{[19452]} – ويستمع كل واحد ما{[19453]} تدعوه إليه من الإيمان ، فلا ينفعه ذلك ، ولا يَعِيهِ{[19454]} ، ولا يتدبره ، ولا يعقله عنك ، لأن الله جعل على قلبه كنانا{[19455]} ، أي{[19456]} / غطاء ، وجمعه أكنة{[19457]} ، وجعل في آذانهم{[19458]} وقرا عن{[19459]} ما تقول لهم وتتلو{[19460]} عليهم{[19461]} . فعل ذلك بهم مجازاة لهم على كذبهم ، وليس{[19462]} المعنى أنهم لا يسمعون ألبتة{[19463]} ، ولكن لما كانوا لا ينتفعون بما يسمعون ، كانوا بمنزلة الذي في أذنيه{[19464]} وقر ، وعلى قلبه غطاء{[19465]} .

( و ){[19466]} قوله : { وإن يروا كل آية لا يومنوا بها } يريد أنهم رأوا القمر منشقا{[19467]} ، فقالوا : ( سحر ، ثم ){[19468]} أخبر عنهم أنهم إذا أتوا يجادلون قالوا : هذا سحر ( ( مبين ) ){[19469]} .

قوله{[19470]} : { من يستمع إليك } ( ( و ) ){[19471]} { وقرا } تمامان{[19472]} عند الأخفش{[19473]} .

و{ أن يفقهوه } ( تمام ){[19474]} عند غيره . و( بها ) التمام الحسن عند أبي حاتم{[19475]} .

ومعنى { أساطير الأولين }{[19476]} أي : أحاديثهم{[19477]} . وقيل : أساجيع{[19478]} الأولين{[19479]} . وقيل : المعنى ما كتبه الأولون{[19480]} .

ومعنى جدالهم المؤمنين أن ابن عباس قال : كان المشركون يجادلون المسلمين في الذبيحة ، يقولون لهم : ما ذبحتم وقتلتهم تأكلون{[19481]} ، وما قتل الله لا تأكلون وأنتم تتبعون أمر الله{[19482]} .

( وواحد الأساطير ( أسطورة ){[19483]} كأُضحوكة ( وأُحدوثة ){[19484]} ، وقيل : ){[19485]} واحده ( شطار ) ، كأقوال ، وأشطار جمع سَطَر{[19486]} ، ( يقال : سَطْر ){[19487]} وسَطَر{[19488]} . وقال الأخفش : هو من الجمع الذي لا واحد له ، كأبابيل ومذاكير وعباديد{[19489]} ، وقد قيل : إن واحد الأبابيل ( إِبيّل ) . وقيل : هو ( إِبّوْل ) ، كِعَجَّوْلِ{[19490]} .


[19447]:ساقطة من ب ج د.
[19448]:ب: المختلفين. ج د: المتخلقين.
[19449]:مخرومة في أ.
[19450]:ب ج د: القول.
[19451]:انظر: تفسير الطبري 11/305.
[19452]:انظر: تفسيره 320، وتفسير الطبري 11/307.
[19453]:ب: منهم.
[19454]:ب: يعبه. ج د: يعلمه.
[19455]:ب: كتابا.
[19456]:كلها مطموسة إلا نادرا مع بعض الخرم.
[19457]:مخرومة في أ. ب: اكته. وجمع ومعنى (كنان): في مجاز أبي عبيدة 1/188، ومعاني الزجاج 2/236.
[19458]:الظاهر من الخرم في (أ) أنها كما أثبت. ج د: آذانه.
[19459]:ب: غر.
[19460]:ج: يتلو.
[19461]:انظر: تفسير الطبري 11/305، 306.
[19462]:ب: ليس.
[19463]:ج: البينة.
[19464]:ج: اذنه.
[19465]:انظر: معاني الزجاج 2/237.
[19466]:ساقطة من ب ج د.
[19467]:ب: منشعا. وانظر: المحرر 6/27.
[19468]:ب: سحرة.
[19469]:ساقطة من ب. وانظر: أحكام القرطبي 6/404.
[19470]:د: قوله قالوا.
[19471]:ساقطة من ب. وانظر: أحكام القرطبي 6/404.
[19472]:ب: اتمامان.
[19473]:انظر: القطع 303، وفي المقصد 23 أن الأول صالح والثاني كاف.
[19474]:أ: تماما.
[19475]:هو كاف عند أبي حاتم في القطع 303، وفي المقصد 33 كذلك من غير قائله.
[19476]:أ: الأولون.
[19477]:هو قول ابن عباس وبان أبي طلحة في تفسير الطبري 11/309.
[19478]:ب: الله أجمع.
[19479]:هو قول السدي في تفسير الطبري 11/309.
[19480]:انظر: تفسير الطبري 11/30.
[19481]:ج: يأكلون.
[19482]:انظر: تفسير الطبري 11/310.
[19483]:هو قول بعضهم في معاني الأخفش 486.
[19484]:ج: واحد ولله.
[19485]:مستدركة في هامش أ، إلا أنها مخرومة.
[19486]:انظر: تفسير الطبري 11/309.
[19487]:ساقطة من ب.
[19488]:انظر: معاني الزجاج 2/238، وإعراب النحاس 1/541.
[19489]:(وتفرق القوم عبابيد وعبابيد، والعباديد والعبابيد: الخيل المتفرقة في ذهابها ومجيئها، ولا واحد له في ذلك كله، ولا يقع إلا في جماعة، ولا يقال للواحد: عبديد) اللسان: عبد.
[19490]:انظر: معانيه 486.