{ ومنهم من } هذا كلام مبتدأ لبيان ما كان يصنعه بعض المشركين في الدنيا ، والضمير عائد إلى الذين أشركوا أي وبعض الذين أشركوا { يستمع إليك } حين تتلو القرآن قال مجاهد وهم قريش وقال هما يستمع وفي يونس { يستمعون } بالجمع لأن ما هنا في قوم قليلين فنزلوا منزلة الواحد ، وما في يونس في جميع الكفار فناسب الجمع فأعيد الضمير على المعنى ( من ) وفي الأول على لفظها وإنما لم يجمع ثم في قوله ومنهم من ينظر إليك لأن الناظرين إلى المعجزات أقل من المستمعين للقرآن .
{ وجعلنا على قلوبهم أكنة } أي فعلنا ذلك بهم مجازاة على كفرهم ، والأكنة الأغطية جمع كنان وهو الوعاء الجامع والغطاء الساتر كالأسنة والسنان كننت الشيء في كنة إذا جعلته فيها وأكننته أخفيته قال مجاهد في أكنة كالجعبة للنبل وجعل هنا التصيير وبمعنى خلق أو ألقى ، والجملة مستأنفة للإخبار بمضمونها أو حالية أي وقد جعلنا على قلوبهم أغطية كراهة { إن يفقهوه } أي القرآن أو لئلا يفقهوه .
{ وفي آذانهم وقرا } أي صمما وثقلا يقال وقرت أذنه تقر أي صمت وقرئ وقر بكسر الواو أي جعل في آذانهم ما سدها عن استماع القول على التشبيه بوقر البعير والحمار وهو مقدار ما يطيق أن يحمله .
والحاصل أن المادة تدل على الثقل والرزانة ومنه الوقار للتؤدة والسكينة ، وذكر الوقر والأكنة تمثيل لفرط بعدهم عن فهم الحق وسماعه كأن قلوبهم لا تعقل وأسماعهم لا تدرك قال قتادة : يسمعونه بآذانهم ولا يعون منه شيئا كمثل البهيمة التي لا تستمع النداء ولا تدري ما يقال لها .
{ وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها } أي بشيء من الآيات التي يرونها من المعجزات ونحوها لعنادهم وتمردهم { حتى } هي الابتدائية التي تقع بعدها الجمل والمعنى أنهم بلغوا من الكفر والعناد إلى أنهم { إذا جاءوك يجادلونك } أي مجادلين مخاصمين لا مؤمنين بها ولم يكتفوا بمجرد عدم الإيمان بل { يقول الذين كفروا إن هذا } أي ما هذا القرآن { إلا أساطير الأولين } وقيل هي الجارة والمعنى حتى وقت مجيئهم مجادلين يقولون ذلك ، وهذا غاية التكذيب ونهاية العناد .
والأساطير قال الزجاج : واحده أسطار ، وقال الأخفش أسطورة ، وقال أبو عبيدة : أسطارة وقال النحاس : أسطور ، وقال القشيري : أسطير ، وقيل هو جمع لا واحد له كعبابيد وأبابيل ، وظاهر كلام الراغب أنه جمع سطر ، والمعنى ما سطره الأولون في الكتب من القصص والأحاديث قال الجوهري الأساطير الأباطيل والترهات ، وقال السدي أساجيع الأولين ، وقال ابن عباس : أحاديث الأولين ، وقال قتادة : كذب الأولين وباطلهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.