قوله تعالى : { وَمِنْهُمْ مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ } يعني : إلى حديثك وقراءتك . يعني : يستمعون ولا ينفعهم ذلك { وَجَعَلْنَا على قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ } يعني : غطاءً مجازاً لكفرهم . { وفي آذانهم وقرا } يعني : صمماً وثقلاً لا يفقهون حديثك . وقال قتادة : يسمعونه بآذانهم ولا يعون منه شيئاً ، كمثل البهيمة التي تسمع القول ولا تدري ما هو .
ثم قال : { وَإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها } يعني : انشقاق القمر وغيره { حتى إِذَا جاءوك يجادلونك } يعني : يخاصمونك بالباطل ، وينكرون أن القرآن من الله تعالى { يَقُولُ الذين كَفَرُواْ إِنْ هذا إِلاَّ أساطير الأولين } وذلك أن النضر بن الحارث كان يخبر أهل مكة بسير المتقدمين وبأخبارهم فقالوا له : ما ترى فيما يقول محمد صلى الله عليه وسلم قال : لا أفهم مما يقول شيئاً ، ولا أدري أنه من أساطير الأولين الذي أخبركم به مثل حديث رستم واسفنديار . وقال القتبي : واحدها أسطورة واسطارة ومعناها : التَّرهات . والأباطيل البسابس ، وهي شيء لا نظام له وليس بشيء . وفي هذا دلالة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم لأنهم كانوا يتكلمون فيما بينهم بالسر ، فيُظهِر الله أسرارهم للنبي صلى الله عليه وسلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.