القرآن الكريم - جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - تفسير سورة الأنعام

{وَمِنۡهُم مَّن يَسۡتَمِعُ إِلَيۡكَۖ وَجَعَلۡنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ أَكِنَّةً أَن يَفۡقَهُوهُ وَفِيٓ ءَاذَانِهِمۡ وَقۡرٗاۚ وَإِن يَرَوۡاْ كُلَّ ءَايَةٖ لَّا يُؤۡمِنُواْ بِهَاۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءُوكَ يُجَٰدِلُونَكَ يَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّآ أَسَٰطِيرُ ٱلۡأَوَّلِينَ} (25)

{ ومنهم من يستمع إليك } إذا قرأت القرآن كأبي جهل ، والوليد ، وأضرابهم ، { وجعلنا على قلوبهم أكِنّة } : أغطية كراهة { أن يفقهوه } أو عن أن { وفي آذانهم{[1377]} وقرا } : ثقلا وصمما مثل نبو قلوبهم ومسامعهم عن قبول القرآن ، واعتقاد صحته بالأكنة والوقر ، { وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها } لقوة عنادهم ، { حتى إذا جاءوك } : بلغ عنادهم إلى أنهم إذا جاءوك ، { يجادلونك } جملة حالية ، { يقول الذين كفروا } جواب إذا وحتى هي التي تقع بعدها الجمل لا عمل لها ، { إن هذا إلا أساطير{[1378]} الأولين } والأساطير : الأباطيل أو أحاديث الأمم السالفة التي سطروها في كتبهم .

[1377]:هذا دليل على أن الله تعالى يقلب القلوب، فيشرح بعضها للهدى ويجعل بعضها في أكنة، فلا يفقه كلام الله، ولا يؤمن/12 معالم.

[1378]:عن ابن عباس أن جماعة من قريش كانوا يستمعون القرآن فقالوا لشخص منهم هو فصيح شاعر سمع أقاصيص رستم، واسفنديار، وأمثالهم ما تقول أنت فيما يقرأ؟ فأجاب ما هو إلا أساطير الأولين مثل ما أحدثكم عن القرون/12 وجيز.

الآية السابقة الآية التالية

المقارنة مع تفسير آخر