جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَمَا ظَنُّ ٱلَّذِينَ يَفۡتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَشۡكُرُونَ} (60)

{ وما ظن الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة } أي : شيء ظنهم{[2193]} في ذلك اليوم أيحسبون أن لا يجازوا عليه وفي إبهام الوعيد تهديد شديد ، { إن الله لذو فضل على الناس } حيث لا يستعجل عقوبتهم أو فيما أباح لهم المنافع ولم يحرم عليهم المضار ، { ولكن أكثرهم لا يشكرون } هذه{[2194]} النعمة فيحرمون فيحللون بمقتضى هواهم .


[2193]:في ذلك إشارة إلى أن يوم القيامة ظرف لظن لا ليفترون.
[2194]:ولما أظهر جملة من أحوال الكفار ومذاهبهم ورد عليهم ومجادلة الرسول لهم وفضله على الخلق وعدم شكر أكثرهم ذكر اطلاعه على أحوالهم للتنبيه والتأديب وأبصر في مقاسات الأعداء كما قال: "واصبر لحكم ربك فإنك بأعيينا" (الطور: 48) فقال: "وما تكون في شأن" الآية/ وجيز.