قوله تعالى : { وَمَا ظَنُّ } : " ما " مبتدأةٌ استفهامية ، و " ظنُّ " خبرُها ، و " يومَ " منصوبٌ بنفس الظن ، والمصدرُ مضافٌ لفاعلِه ، ومفعولا الظن محذوفان ، والمعنى : وأيُّ شيءٍ يَظُنُّ الذين يَفْترون يومَ القيامة أني فاعلٌ بهم أَأُنجيهم من العذاب أم أنتقمُ منهم ؟
وقرأ عيسى بن عمر : " وما ظَنَّ الذين " جَعَلَه فعلاً ماضياً والموصولُ فاعلُه ، و " ما " على هذه القراءة استفهاميةٌ أيضاً في محلِّ نصبٍ على المصدرِ ، وقُدّمَتْ لأنَّ الاستفهامَ له صدرُ الكلام والتقدير : أيَّ ظنٍ ظنَّ المفترون ، و " ما " الاستفهاميةُ قد تَنُوب عن المصدر ، ومنه قول الشاعر :
2603 - ماذا يَغيرُ ابنَتْي رَبْعٍ عويلُهما *** لا تَرْقُدان ولا بؤسى لمَنْ رَقَدا
وتقول : " ما تَضْرب زيداً " ، تريد : أيَّ ضربٍ تَضْربه . قال الزمخشري : أتى به فعلاً ماضياً ، لأنه واقعٌ لا محالةَ ، فكأنه قد وقع وانقضى " وهذا لا يستقيمُ هنا لأنه صار نصاً في الاستقبال لعملهِ في الظرف المستقبل وهو يومُ القيامة ، وإن كان بلفظ الماضي .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.