السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَمَا ظَنُّ ٱلَّذِينَ يَفۡتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَشۡكُرُونَ} (60)

{ وما ظن الذين يفترون } أي : يتعمدون { على الله الكذب } أي : أيّ شيء ظنهم به { يوم القيامة } أيحسبون أن لا يؤاخذهم ولا يجازيهم على أعمالهم ؟ فهو استفهام بمعنى التوبيخ والتقريع والتهديد والوعيد العظيم لمن يفتري على الله الكذب { إن الله لذو فضلٍ على الناس } بنعم كثيرة لا تحصى منها : إنزال الكتب مفصلاً ، فيها ما يرضيه وما يسخطه ، ومنها : إرسال الرسل عليهم الصلاة والسلام لبيانها بما يحتمله عقول الخلق منها ، ومنها : طول إمهالهم على سوء أفعالهم ، ومنها : إنعامه عليهم بالعقل ، فكان شكره واجباً عليهم { ولكن أكثرهم } أي : الناس { لا يشكرون } هذه النعم ولا يستعملون العقل في دلائل الله تعالى ولا يقبلون دعوة أنبيائه ، ولا ينتفعون باستماع كتب الله .