جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{فَوَرَبِّكَ لَنَحۡشُرَنَّهُمۡ وَٱلشَّيَٰطِينَ ثُمَّ لَنُحۡضِرَنَّهُمۡ حَوۡلَ جَهَنَّمَ جِثِيّٗا} (68)

{ فَوَرَبِّكَ } قسم باسمه الأعلى مضاف إلى أشرف مخاطب { لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ{[3109]} } الواو مفعول معه أو للعطف والضمير المفعول لجنس الإنسان فإنه إذا حشر الجميع حشرا واحدا وفيهم الكفرة مقرونين بالشياطين فقد صدق أن الكل محشورون{[3110]} معهم { ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا } : قعودا على الركب على المعتاد في مواقف التقاول كما قال تعالى " وترى كل أمة جاثية " [ الجاثية : 28 ] .


[3109]:لو كان المراد من الإنسان منكري الحشر كما ذكرنا ففي رجع الضمير لنحشرنهم لا إشكال بوجه /12 منه.
[3110]:هذا إشارة إلى ما يقال إذا جعلت الشياطين مفعولا معه لا يستقيم لأن حشر الكل ليس مع الشياطين إلا أن يكون الضمير للكفرة فأجاب بأن الضمير للجنس والمعنى مستقيم /12 منه.