الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{فَوَرَبِّكَ لَنَحۡشُرَنَّهُمۡ وَٱلشَّيَٰطِينَ ثُمَّ لَنُحۡضِرَنَّهُمۡ حَوۡلَ جَهَنَّمَ جِثِيّٗا} (68)

قوله : { جِثِيّاً } : حالٌ مقدرةٌ مِنْ مفعولِ " لَنُحْضِرَنَّهُمْ " و " جِثِيّاً " جمعُ جاثٍ جمعٌ على فُعُوْل نحو : قاعِد وقُعود وجالِس وجُلوس . وفي لامِه لغتان ، إحداهما الواو ، والأخرى الياء يُقال : جثا يَجْثُو جُثُوَّاً ، وجَثِيَ يَجْثِي جِثايةً ، فعلى التقدير الأول يكون أصلَه " جُثُوْوٌ " بواوين : الأُوْلى زائدةٌ علامةً للجمع ، والثانيةُ لامُ الكلمةِ ، ثم أُعِلَّتْ إعلالَ عِصِيّ ودُلِيّ ، وتقدَّم تحقيقُه في " عِتِيَّاً " . وعلى الثاني يكون الأصلُ جُثُوْياً ، فَأُعِلَّ إعلالَ هَيِّن ومَيِّت . وعن ابن عباس : أنه بمعنى جماعاتٍ جماعاتٍ جمعَ جُثْوَة ، وهو : المجموعُ من التراب والحجارة . وفي صحتِه عنه نظرٌ من حيث إنَّ فُِعْلَة لا يُجمع على فُعُوْل . ويجوز في " جِثِيَّا " أن يكون مصدراً على فُعول ، وأصلُه كما تقدَّم في حالِ كونِه جمعاً : إمَّا جُثُوٌّ ، وإمَّا جُثُوْيٌ .

وقد تقدَّم " أنَّ الأخوين يكسران فاءَه ، والباقون يَضُمونها .

والجُثُوُّ : القُعُودُ على الرُّكَب .