الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَوَرَبِّكَ لَنَحۡشُرَنَّهُمۡ وَٱلشَّيَٰطِينَ ثُمَّ لَنُحۡضِرَنَّهُمۡ حَوۡلَ جَهَنَّمَ جِثِيّٗا} (68)

ثم قال : { فوربك لنحشرنهم والشياطين }[ 68 ] .

أي : لنحشرن هؤلاء المنكرين للبعث{[44523]} مقرنين{[44524]} بأوليائهم من الشياطين .

{ ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا }[ 68 ] .

أي : على ركبهم ، وهو جمع جاث . وأصله جثو ، مثل : قاعد وقعود ، ثم أبدل من الواو لأنها ظرف على ما تقدم في ( مرضيا ) .

وقيل{[44525]} : ( جثيا ) قعودا لا يقدرون على القيام لشدة{[44526]} هول ما يرون .

روى ابن جبير عن ابن عباس أنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " إنكم [ ملاقو ]{[44527]} الله حفاة عراة مشاة عزلا . قال ابن جبير : يحشرون حفاة عراة{[44528]} ، فأول من يكسى خليل الله إبراهيم عليه السلام{[44529]} .

وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " كأني أراكم جاثين بالكوم دون جهنم " {[44530]} .


[44523]:(للبعث) سقطت من ز.
[44524]:ز: المقربين، (تصحيف).
[44525]:انظر: جامع البيان 16/107 وزاد المسير 5/253 والدر المنثور 4/279.
[44526]:شدة سقطت من ز.
[44527]:في النسختين (تلاقوا) والتصحيح من صحيح البخاري.
[44528]:ز: عراة حفاة.
[44529]:البخاري مع الفتح 11/377 (كتاب الرقاق) باب الحشر. والترمذي في أبواب صفة القيامة، باب ما جاء في شأن الحشر 4/39 ومسند أحمد 1/220.
[44530]:انظر: حلية الأولياء 7/299 وإتحاف السادة المتقين 10/453 والدر المنثور 4/279.