جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{قُلۡ مَن كَانَ فِي ٱلضَّلَٰلَةِ فَلۡيَمۡدُدۡ لَهُ ٱلرَّحۡمَٰنُ مَدًّاۚ حَتَّىٰٓ إِذَا رَأَوۡاْ مَا يُوعَدُونَ إِمَّا ٱلۡعَذَابَ وَإِمَّا ٱلسَّاعَةَ فَسَيَعۡلَمُونَ مَنۡ هُوَ شَرّٞ مَّكَانٗا وَأَضۡعَفُ جُندٗا} (75)

{ قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلالَةِ } : الشرك { فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا } : يدعه ويمهله في طغيانه استدراجا وهو خبر بلفظ الأمر إشعار بوجوب ذلك وأنه مفعول لا محالة{[3116]} وقيل هذا دعاء { حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ } : في الدنيا كالأسر والقتل { وَإِمَّا السَّاعَةَ } : القيامة { فَسَيَعْلَمُونَ } عند ذلك { مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضْعَفُ جُندًا } : فئة وناصرا وحتى غاية المد أي : هم في الاستدراج ممدود لهم الغواية إلى أن يأتيهم وعد الله أو غاية قول الكفار أي : الفريقين خير ، أي : لا يزالون يقولون ذلك إلى أن يشاهد الموعود .


[3116]:حاصله من كان في الضلالة فلا عذر له فقد أمهله الرحمن ومد في عمره ومن قال: إنه دعاء فيكون هذا إظهارا العدم بقاء عذر بعد هذا البيان الواضح فهو على أسلوب ربنا ليضلوا عن سبيلك والوجه الأول أوفق.