جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{۞هَٰذَانِ خَصۡمَانِ ٱخۡتَصَمُواْ فِي رَبِّهِمۡۖ فَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ قُطِّعَتۡ لَهُمۡ ثِيَابٞ مِّن نَّارٖ يُصَبُّ مِن فَوۡقِ رُءُوسِهِمُ ٱلۡحَمِيمُ} (19)

{ هَذَانِ{[3351]} خَصْمَانِ } : فوجان مختصمان ، { اخْتَصَمُوا } الجمع نظرا إلى المعنى ، { فِي رَبِّهِمْ } : في أمره ودينه ، نزلت{[3352]} في على وحمزة وعبيدة بن الحارث بارزوا مع عتبة وشيبة والوليد يوم بدر ، قال علي : أنا أول من يجثوا بين يدي الرحمن للخصومة في القيامة أو في المسلمين واليهود ، قالت اليهود : نحن أفضل ، كتابنا ونبينا أسبق ، فقال المسلمون : نحن أحق بالله آمنا بجميع كتبه ورسله وأنتم تعرفون كتابنا ورسولنا وكفرتم حسدا ، أو المراد المؤمنون والكافرون كلهم من أي ملة كانوا ، { فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ } : كما يقطع الثياب بقدر القامة فيخيط ، وهذا بيان فصل خصومة الكافر ، { يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ } : الماء الحار الذي لو سقطت نقطة على جبال الدنيا لأذابتها خبر ثان ، أو حال من لهم


[3351]:ولما ذكر الفريقين من أهل السعادة وأهل الشقاوة وذكر ما درا بينهم من الخصومة في الدين فقال: {هذان خصمان} الآية /12 وجيز.
[3352]:كما في البخاري /12 وجيز.