جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{ثُمَّ أَرۡسَلۡنَا رُسُلَنَا تَتۡرَاۖ كُلَّ مَا جَآءَ أُمَّةٗ رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُۖ فَأَتۡبَعۡنَا بَعۡضَهُم بَعۡضٗا وَجَعَلۡنَٰهُمۡ أَحَادِيثَۚ فَبُعۡدٗا لِّقَوۡمٖ لَّا يُؤۡمِنُونَ} (44)

{ ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا } : متواترين واحدا بعد واحد ، والألف للتأنيث ، فإن الرسل جماعة ، والتاء بدل من الواو فإنها من الوتر كتيقور من الوقار ، ومن قرأ بالتنوين فمصدر وقع حالا بمعنى المواترة ، { كُلَّمَا جَاء أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ } أي : جمهور وأكثرهم ، { فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُم بَعْضًا } : في الإهلاك ، { وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ{[3437]} } ، جمع أحدوثة التي هي مثل الأضحوكة والأعجوبة ، وهي ما يتحدث به تلهيا وتعجبا ، { فَبُعْدًا لِّقَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ{[3438]} }


[3437]:قال الأخفش: لا يقال هذا إلا في الشر جمع حديث يعني لم يبق منهم عين ولا أثر الحديث عنهم، قال صاحب البحر الصحيح: إنه جمع تكسير كعبادييد وأقاطع لا اسم جمع كما قال الزمخشري؛ لأن أفاعيل ليس من أبنيته اسم الجمع /12 وجيز.
[3438]:إعرابه ما مر غير بعيد فلذا ما أعاده /12 منه.