صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف  
{ثُمَّ أَرۡسَلۡنَا رُسُلَنَا تَتۡرَاۖ كُلَّ مَا جَآءَ أُمَّةٗ رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُۖ فَأَتۡبَعۡنَا بَعۡضَهُم بَعۡضٗا وَجَعَلۡنَٰهُمۡ أَحَادِيثَۚ فَبُعۡدٗا لِّقَوۡمٖ لَّا يُؤۡمِنُونَ} (44)

{ أرسلنا رسلنا تترى } متواترين ؛ أي متتابعين واحدا إثر واحد مع فصل ومهلة . وصدر كدعوى ، وألفه للتأنيث . وأصله : وترى فقلبت الواو تاء ؛ من المواترة وهي التتابع مع تراخ وفترة . وهو منصوب على الحال من " رسلنا " . { وجعلناهم أحاديث } أي جعلنا الأمم المكذبة مثلا يتحدث بهم الناس تعجبا وتلهيا ؛ جمع أحدوثة كأعجوبة ، ولا يقال ذلك إلا في الشر . والمراد : أنهم أهلكوا ولم يبق الناس إلا أخبارهم يتلهون بها كالأعاجيب . { فبعدا لقوم لا يؤمنون } فهلاكا لهم لعدم إيمانهم .