[ الآية 50 ] وقوله تعالى : { ولقد صرفناه بينهم ليذكروا } أي صرفنا المطر والسحاب بينهم ؛ يمطر في مكان ، ويسوق السحاب إلى مكان ، ولا يسوق إلى مكان آخر كقوله : { وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض } الآية [ البقرة : 164 ] وكقوله : { فسقناه إلى بلد ميت } الآية [ فاطر : 9 ] .
يذكرهم في هذه الآيات من قوله : { ألم تر إلى ربك كيف مد الظل } إلى قوله : { ولقد صرفناه بينهم ليذكروا } تدبيره وقدرته وحكمته ونعمه .
أما تدبيره [ فهو حين ]{[14485]} ترى السحاب في موضع ، ولا تراه في موضع ، وتراه منبسطا في الآفاق ، ثم يمطر في موضع آخر ، ولا يرسله{[14486]} في مكان ، ويرسله{[14487]} في مكان آخر ؛ ليعلم أنه عن تدبير كان هكذا لا بالطبع ؛ لأنه لو كان بالطبع كان ذلك لكان جائزا{[14488]} أن يمطر في مكان ، ويترك في مكان آخر . دل أنه بالتدبير كان ما كان و بالأمر .
وأما قدرته [ فهي ] {[14489]} ما ذكر من إحياء الأرض الميتة بعد موتها وإنباتها بعد إحيائها مما يعلم كل أحد حياتها وموتها ، ويقر بذلك . فمن قدر على هذا [ فهو ]{[14490]} قادر على إحياء الموتى بعد الموت ، ولا يعجزه شيء .
وأما حكمته فإن{[14491]} ما خلق مما ذكر ، وأنشأ ؛ لم ينشئه عبثا . يهملهم{[14492]} ؛ لا يأمرهم ، ولا ينهاهم ، ولا يمتحنهم بشيء ، ولا يجعل لهم عاقبة ؛ يثابون [ ولا ] {[14493]} يعاقبون ، ولا يستأدي منهم شكر ما أنعم عليهم من أنواع [ النعم ] {[14494]} مما تعجز عقولهم عن إدراكه ، وتقصر أفهامهم عن تقدير مثله . [ أنشأه ] {[14495]} ليعلم أنه قادر بذاته ، لا يعجزه شيء .
ثم قوله تعالى{[14496]} : { فأبى أكثر الناس إلا كفورا } قال الكسائي : الكفور برفع الكاف الكفر ، والكفور بفتح الكاف الكافر ، والشكور بضم الشين الشكر ، والشكور بفتح الشين الشاكر ، وهو المؤمن . فيكون تأويله : فأبى أكثر الناس إلا كفرا بالله وتكذيبا لنعمه بصرفهم العبادة إلى غيره ولتفاؤلهم وتطيرهم : أن هذا من نوء كذا ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.